منتديات القرأن مفتاحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات القرأن مفتاحي ملتقى لكل مسلم و مسلمة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا


شاطر
 

 أبو ذر الغفاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي أبو ذر الغفاري.معلومات عن الصحابة رضي اللـه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نادر الذكي
عضو متميز
عضو متميز
نادر الذكي

عدد المساهمات : 80
نقاط : 253
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/07/2013

أبو ذر الغفاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي أبو ذر الغفاري.معلومات عن الصحابة رضي اللـه Empty
مُساهمةموضوع: أبو ذر الغفاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي أبو ذر الغفاري.معلومات عن الصحابة رضي اللـه   أبو ذر الغفاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي أبو ذر الغفاري.معلومات عن الصحابة رضي اللـه Icon_minitimeالإثنين يوليو 29, 2013 5:44 pm

أبو ذر الغفاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي أبو ذر الغفاري.معلومات عن الصحابة رضي اللـه عنهم أجمعين








قائد أول انتفاضة في التاريخ وأول من جهر بالشهادتين في مكة
هو جندب بن جنادة ويكنى بأبو ذر الغفاري، وهو من قبيلة غفار العربية.
اسلامه رضي الله عنه
دخل مكة متخفيا متسربلا بظلام الليل يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كانت غفار عشيرته تعلم أنه يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم لفتكوا به قبل أن يصله، وهو لا يرى بأسا أن يفتكوا به بعد أن يقابل الرجل العظيم ويستمع اليه، فلقد قطع الفيافي وتحمّل وعثاء السفر وفيح الصحراء لأجل أن يراه، فان اقتنع بما يدعو اليه بايعه وآمن به، وان لم يقتنع عاد من حيث أتى.
وفي صبيحة أحد الأيام ذهب أبو ذر رضي الله عنه الى حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس، اقترب منه ودار بينهما الحوار التالي ابتدأه أبو ذر: نعمت صباحا يا أخا العرب!
وعليك السلام يا أخاه.
أنشدني مما تقول يا أخا العرب!
ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم.
اقرأ عليّ!
فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وأبو ذر يصغي اليه، ولم يمضي وقتا طويلا حتى اذا نطق بالشهادتين سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ممن أنت يا أخا العرب؟
من غفار.
وتألقت ابتسامة على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريف واكتسى وجهه الدهشة والعجب، وضحك أبو ذر كذلك لأن غفار قبيلة عربية لا يدرك لها شأو في قطع الطريق، وأهلها مضرب الأمثال في السطو الغير مشروع، انهم حلفاء الليل والظلام ، والويل لمن يسلمه الليل الى واحد من قبيلتهم، وها هو اليوم يأتي واحدا منهم ليبايع على الاسلام وهو لا زال جنينا في مراحله الأولى ، غضا مستخفيا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: انّ الله يهدي من يشاء.
حين أسلم ابو ذر الغفاري رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يهمس في الدعوة همسا، يهمس الى نفسه والى الخمسة الذين أمنوا معه، ولم يكن أمام أبي ذر رضي الله عنه الا من يحمل ايمانه بين جنبيه، ويتسلل به مغادرا مكة عائدا الى قومه.
أول من جهر الشهادتين في مكة
انّ أبو ذر رضي الله عنه، يحمل طبيعة فوّارة جيّاشة، فقد أوجده الله تعالى ليتمرّد على الباطل أينما يكون، وها هو اذ يرى الباطل بعينيه، يرى حجارة مرصوصة، وميلاد عابديها أقدم من ميلادها، تنحني أمامها الجباه والعقول ويناديها الناس لبيك لبيك، وهي لا تضر ولا تنفع أو تسمع.
وبمجرد أن أعلن ولاءه لله تعالى ومن ثم لنبيه صلى الله عليه وسلم وقد نذر حياته لنصرة دين الله لا يخاف في الله لومة لائم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السؤال: يا رسول الله بم تأمرني؟
ارجع الى قومك حتى يبلغك أمري.
والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد.
لقد كانت هذه الصيحة أول صيحة في الاسلام، تحدّى بها كبراء قريش وقرعت أسماعهم، صاحها رجل غريب ليس له في مكة أي ظهر يستند عليه، لا حسب له ولا نسب، فلقي من العذاب ما لقي من مشركي قريش ما يغيّب عن فطنته أنه ملاقيه، فأوسعوه ضربا حتى صرعوه، ويترامى النبأ للعباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم، فيأتي يسعى يحاول تخليص أبي ذر رضي الله عنه من بين أيديهم، وما فتأ رضي الله عنه أن يخلصّه من بين أيديهم الا بالحيلة بعدما قال لهم: يا معشر قريش! أنتم تجار وطريقكم الى غفار ماض، وهذا أحد رجالهم، ألا تخشون أن يحرّض قومه عليكم؟ فيقطعوا على قوافلكم الطريق والمدد، ولولا ذلك ما تركوه.
الا أنّ ابي ذر وبعد أن ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله لا يريد أن يغادر مكة حتى يظفر من طيبات الجهاد بمزيد، فيكرر فعلته في اليوم التالي ، ويهرول كفار قريش كالجراد المنتشر فيوسعونه ضربا أبرح من الأمس حتى يفقد وعيه تماما، وكلما أفاق يصرخ بالشهادتين، ويدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعة تلميذه الجديد وقدرته الباهرة على مواجهة الباطل، فيأمره على العودة الى قومه حتى اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلوه، ويطيع التلميذ أمر معلمه صلى الله عليه وسلم، ويعود الى قومه ويحدثهم عن النبي الذي يدعو الى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، والى مكارم الأخلاق، وما أن أدخل قبيلته في الاسلام واحدا تلو الآخر حتى تعداها الى قبيلة أسلم ليوقد فيها مصابيح النور هي الأخرى.
وتتابع الأيام رحلتها في موكب الزمن، ويهاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة، وما أن استقرت أموره صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان، ولولا تكبيراتهم الصادعة لحسبهم الرائي جيشا من جيوش الشرك يغير على المدينة، وما أن اقترب الموكب اللجب ودخل المدينة شطرمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدرك الجميع أنه موكب قبيلتي غفار وأسلم قد جاء بهما أبو ذر رضي الله عنه مسلمين جميعا، نساء ورجالا، شيوخا وأطفالا، وكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم أن يزداد عجبا ودهشة من أنّ عمالقة السطو وحلفاء الشيطان باتوا عمالقة في الخير وحلفاء الحق.
لقد ألقى الرسول صلى الله عليه وسلم على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا، ونظر الى القبيلتين وقال عليه الصلاة والسلام: غفار غفر الله لكم، واسلم سالمها الله، والناس تردد ما قاله النبي اصلى الله عليه وسلم رأيه بأبو ذر رضي الله عنه: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر.
لقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم مستقبل صاحبه رضي الله عنه ولخص حياته كلها في هذه الكلمات: فالصدق هو جوهر حياة أبي ذر كلها، صدق باطنه وصدق ظاهره، صدقت عقيدته، وصدقت لهجته، ولسوف يحيا صادقا لا يغالط نفسه ولا يغالط غيره، ولا يسمع لأحد يغالطه، ولئن يكون صدقه فضيلة خرساء، فالصدق الصامت ليس صدقا عند أبي ذر، انما الصدق جهر وعلن، جهر بالحق وتحدّ للباطل، الصدق ولاء رشيد للحق، وتعبير جريء عنه ، وسير حثيث معه.
عدو الثروات والأمراء
ذات يوم سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ياأبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء؟
أجابه رضي الله عنه: اذن والذي بعثك بالحق نبيا لأضربن بسيفي.
فقال له صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على خير من ذلك؟ اصبر حتى تلقاني.
ترى لماذا سأله النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا كهذا بالذات؟ الأمراء والمال!
لأن الأمراء والمال هما شر فتنة تعم العباد، هما الوهن الذي أخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم، وهما سبب تكالب الأمم علينا لأنه بهما نسينا الآخرة وركنا الى الدنيا، ولسوف يبقى أبو ذر رضي الله عنه يحفظ وصية معلمه صلى الله عليه وسلم، ولن يحمل السيف الذي تود به الأمراء الذين يثرون من مال الأمة، وهذا لا يعني أنه سيكف عنهم.
انتفاضته رضي الله عنه
ومضى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أبو بكر رضي الله عنه وأبو ذر مطئمنا على أن عمر بن الخطاب رضي الله يفرض هيمنته وسيطرته على أمراء وأغنياء المسلمين في كل مكان في مشارق الأرض وغاربها زهدا وتقشفا يكاد يكون فوق طاقة البشر، وليهنأ أبا ذر رضي الله عنه اذن ما دام عهد الفاروق أتى على هواه كما عهده ممن كان قبله، فأبو ذر لا يضايقه شيء في حياته مثلما يضايقه استغلال السلطة واحتكار الثروة، وغمر بمراقبته الصادقة للسلطة وتوزيعه العادل لعبادة ربه وللجهاد في سبيله، وبات عمر رضي الله عنه أعظم وأعدل وأروع حكام البشرية قاطبة، ومع رحيل عمر رضي الله عنه عن الدنيا يرى أبا ذر أن الخطر يحدق بالمسلمين وهو يرى ألوية المجد الشخصية، والدنيا بزخرفها وغرورها الضاري توشك أن تتحول الى سيد مستبد، ومع من؟ مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي انتقل للرفيق الأعلى ودرعه صلى الله عليه وسلم مرهونة عند رجل يهودي، في حين أكوام الفيء والغنائم عند قدميه صلى الله عليه وسلم.
ان السلطة مسئولية ترتعد أفئدة الأبرار من هول الحساب عليها يوم القيامة، تتحول الى سبيل السيطرة والثراء والترف المدمر، ويرى أبو ذر رضي الله عنه كل ذلك، ويروح يمد عينيه الى سيفه يهز به في الهواء، وينهض قائما ليواجه المجتمع بسيفه، لكنه سرعان ما يتراجع حين يتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم: اصبر حتى تلقاني، فيعيد السيف الى غمده، فما ينبغي أن يرفعه في وجه مسلم.
أول زعيم معارضة في التاريخ
ليس السيف فحسب هو أداة التغيير والتقويم، بل هناك أيضا الكلمة الصادقة والأمينة المستبسلة، والكلمة العادلة التي لا تضل طريقها ولا ترهب عواقبها.
لقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم يوما وعلى ملأ من أصحابه أن الأرض لم تقل والسماء لم تظل أصدق لهجة من أبي ذر، ومن كان يملك هذا اقدر من صدق اللهجة وصدق الاقتناع فما حاجته الى السيف؟
فليخرج رضي الله عنه بصدقه هذا الى الأمراء والأغنياء، والى جميع الذين أصبحوا يشكلون بركونهم الى الدنيا خطرا على الدين الذي جاء هاديا ورحمة وقناعة وكفاية.
وخرج أبو ذر رضي الله عنه الى معاقل السلطة والثروة يغزوها بمعارضة معقلا معقلا، ويلتف حوله الضعفاء والجماهير الكادحة حتى في الأقطار النائية التي لم يره أهلها بعد، فقد طار اليهم ذكره رضي الله عنه وأصبح لا يمر بأرض ولا يبلغ اسمه قوما الا أثار تساؤلات هامة تهدد مصالح ذوي السلطة والجاه والثراء.
لقد كان شعاره منقوشا على علم لمكواة تتوهج جمرا ولهبا وهو يردد هذه الكلمات: وبشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة.
لقد بات يرددها رضي الله عنه كلما صعد جبلا أو نزل سهلا، او دخل مدينة أو واجه أميرا، حتى باتت شعارا له يستقبله به كل من يلقاه، لقد باتت هذه العبارة علما على رسالته التي نذر حياته لها حين رأى الثروات تتركز وتحتكر، وحين رأى السلطة استعلاء واستغلال، وحين رأى حب الدنيا يطغى ويوشك أن يطمر كل ما صنعته بسنوات الرسالة العظمى من جمال وورع وتفان واخلاص.
لقد بدأ رضي الله عنه بأكثر تلك المعاقل سيطرة ورهبة، هناك في الشام حيث معاوية يحكم أرضا من أكثر بلاد الشام خصوبة وخيرا ، وانه ليعطي الأموال ويوزعها بغير حساب لتكون من نصيب من لهم حظ ومكانة، يؤمن به مستقبله الذي كان يرنو اليه طموحه البعيد، وذهب الى الشام وبدأ يعلم الناس جميعا أنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، وانهم جميعا شركاء في الرزق، وانه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى، وان أمير القوم ووليهم يجب أن يكون اول من يجوع اذا جاعوا ، وآخر من يشبع اذا شبعوا، ووقف يناظر معاوية في غير خوف ولا مداراة عن ثروته قبل أن يصبح حاكما، وعن ثروته اليوم، وعن البيت الذي كان يسكنه بمكة، وعن قصوره بالشام اليوم، لم يوجه السؤال للجالسين من الصحابة الذي صحبوا معاوية الى الشام وصار لبعضهم قصورا وضياع، بل يسألهم ألا يجدون في كتاب الله هذه الآية الكريمة التي يقول فيها الله تبارك وتعالى:
والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم
ويحوّل معاوية مجرى الحديث قائلا: لقد أنزلت هذه الاية في اهل الكتاب، ويصيح أبا ذر رضي الله عنه قائلا: بل نزلت لنا ولهم، ثم ينصحهم أن يخرجوا كل ما بأيديهم من ضياع وقصور وأموال، وألا يدّخر أحدهم أكثر من حاجة يومه، وتتناقل أخبار هذه المناظرة، ويتعالى نشيد أبي ذر رضي الله عنه في البيوت والطرقات: وبشر الكانزين بمكاو من نار يوم القيامة، ويستشعر معاوية الخطر، وتفزعه كلمات الثائر الجليل، ويكتب الى الخليفة عثمان رضي الله عنه يقول له: انّ أبا ذر قد أفسد الناس بالشام، ويستدعي عثمان أبا ذر رضي الله عنهما، ويحسر أبا ذر رضي الله عنه طرف رداءه عن ساقيه ويسافر الى المدينة تاركا الشام في يوم لم تشهد دمشق مثله يوما من أيام الحفاوة والوداع.
ويصل أبو ذر المدينة، ويقررعثمان رضي الله عنه أن يحتفظ به الى جواره، محددا له أقامته، الا أن أبا ذر يقول له: لا حاجة لي في دنياكم، وطلب منه أن يأذن له في الخروج الى الربذة، وما ، أذن له حتى استغل بعض أهل الكوفة غضب أبا ذر وبدؤوا يحرضوه على عثمان رضي الله عنه وأن يقيم عليه ثورة، الا أنه قال لهم: والله لو صلبني عثمان على أطول خشبة وأعلى جبل لسمعت وأطعت وصبرت، وأحتسب، ورأيت ذلك خيرا لي، ولو سيّرني ما بين الأفق الى الأفق لسمعت وأطعت خيرا لي.
الحكم والمال فساد كل نفس حية
ان الحكم والمال هما فساد كل نفس حية، وهما اغراء وفتنة، وهذا ما كان يخافه أبو ذر رضي الله عنه على اخوانه الذين حملوا راية الاسلام مع رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، والحكم والمال هما عصب الحياة للأمة والجماعات ، فاذا اعتراهما الضلال تعرضت مصادر الناس للخطر الأكيد، ولقد كان أبا ذر رضي الله عنه يتمنى لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يلي أحدا منهم امارة، أو يجمع ثروة، وأن يظلوا كما كانوا روّاد هدى وعباد الله اخوانا، وكان رضي الله عنه يدرك جيدا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لن يتكررا، ولطالما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الامارة قائلا: انها لأمانة وانها يوم القيامة خزي وندامة الا من أخذ بحقها وأدى الذي عليه فيها.
ذات يوم لقيه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، فلم يكد يراه حتى أخذه بالأحضان قائلا له: مرحبا بأخي أبا ذر، فدفعه عنه رضي الله عنه قائلا: لست بأخيك:::انما كنت أخاك قبل أن تكون وليا وأميرا.
كذلك لقيه أبو هريرة رضي الله عنه يوما واحتضنه مرحبا ، ولكن أبو ذر رضي الله عنه نحّاه عنه بيده وقال له: اليك عني ألست الذي وليت الامارة؟ فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزروعا. ومضى أبو هريرة رضي الله عنه يدافع عن نفسه ويبرئها من تلك الشائعات.
وصيايا النبي صلى الله عليه وسلم
الأولى: جلس يوما يحدّث ويقول: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع: أمرني بحب المساكين والدنو منهم... وأن أنظر الى من هو دوني ولا أنظر الى من هو فوقي، وامرني أن اصل الرحم وان أدبرت، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا... وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله، فانهنّ من كنز تحت العرش.
الثانية: في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا ذر! اني أراك ضعيفا، واني أحبّ لك ما أحبّ لنفسي، لا تأمرنّ على اثنين، ولا تلينّ مال يتيم.
الثالثة: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قدأطال فيه الجلوس فقال: يا أبا ذرّ هل صليت؟ قلت: لا يا رسول الله، قال: قم فاركع ركعتين، ثم جئت فجلست اليه فقال: يا أبا ذر! هل تعودت من شياطين الجن الانس؟ قلت لا يا رسول الله، وهل للانس شياطين؟ قال: نعم! هم شر من شياطين الجن.
وفاته رضي الله عنه
يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده، هذه نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فقد مضى من نبوءته صلى الله عليه وسلم اثنتان وبقيت الثالثة لتستنفذ وعدها اليوم.
أبو ذر رضي الله عنه في الربذة يعاني من سكرات الموت، والى جانبه امرأته السيدة السمراء الضامرة الجالسة الى جواره تبكيه، وانه ليسألها: ممّ البكاء والموت حق؟
فتجيبه: لأنك تموت وليس عندي ثوبا يسعك كفنا.
لا تبكي! فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليموتنّ رجل منك بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين، وها أنا أموت بالفلاة، فراقبي الطريق، فستطلع عصابة من المؤمنين فوالله ما كذبت ولا كذبت، وفاضت روحه الطاهرة الى بارئها.
لقد صدق أبا ذر رضي الله عنه، وهذه القافلة كان يرأسها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، يبصر ابن مسعود رضي الله عنه المشهد قبل أن يبلغه مشهد جسد ممتد يعبر وكأنه جثمان ميّت، والى جواره سيدة وغلام يبكيان، يتقدّم رضي الله عنه بدابته نحو المشهد، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان، حتى تقع عيناه على وجه صاحبه وأخيه في الله وفي الاسلام أبا ذر رضي الله عنه، وتفيض عيناه بالدمع، ويقف على جثمانه الطاهر يقول: تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، ويجلس ابن مسعود رضي الله عنه الى جواره يحدّث أصحابه عن نبوءة تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: كان ذلك في غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتهيأ لملاقاة الروم، وكانت تلك الأيام التي دعي فيها الناس للجهاد أيام عسر وقيظ، وكانت الشقة بعيدة والعدو مخيفا، ولقد تقاعس عن الخروج أناس كثيرة تعللوا بشتى المعاذير، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا ومشقة فجعل الرجل يتخلف ويقولون: يا رسول الله تخلف فلان، فيقول صلى الله عليه وسلم: دعوه، فان يك فيه خير سيلحقه الله بكم، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه.
وعندما لم يجدوا أبو ذر رضي الله عنه قالوا: لقد تخلف أبا ذر وأبطأ بعيره، وكان أبا ذر رضي الله عنه قد خذله بعيره في المسير، فلما وجد أنه سيتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعيره وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه مهرولا وسط صحراء ملتهبة ليدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الغداة وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا، واذ يبصر أحدهم سحابة من بعيد تخفي وراءها شبح رجل يئد بالمسير، وقال الذي رأى السحابة: يا رسول الله! هناك رجل يمشي على الطريق وحده، فقال صلى الله عليه وسلم: كن أبا ذر! ولما بلغ لأول القافلة صاح صائحهم: يا رسول الله! انه أبا ذر، ولم يكد رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية وأسيّة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده.
وها هو بعد مضي عشرين عاما عن ذاك اليوم مات أبا ذر وحيدا في فلاة الربذة، بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه، ولسوف يبعثه الله تعالى يوم القيامة وحده، لأن زحام فضائله المتعددة لن تترك بجانبه مكانا لأحد سواه.
فرضي الله عن أبو ذر وعن صحبه الكرام وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاهم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أبو ذر الغفاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي أبو ذر الغفاري.معلومات عن الصحابة رضي اللـه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» Sss20 الصحابي زيد بن الخطاب رضي اللـه عنه.سيرة الصحابة رضي اللـه عنهم أجمعين.معلومات عن الص
» Sss20 أبو أيوب الأنصاري.معلومات عن الصحابي أبو أيوب الانصاري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابة
» Sss20 الصحابي.عبد اللـه بن قيس أبو موسى الأشعري رضي اللـه عنه.سيرة الصحابة رضي اللـه عنهم
» حمزة بن عبد المطلب رضي اللـه عنه.سيرة الصحابة رضي اللـه عنهم أجمعين.معلومات عن الصحاب
» Sss20 عتبة بن غزوان رضي اللـه عنه.سيرة الصحابي عتبة بن غزوان.سيرة الصحابة رضي اللـه عنهم أج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القرأن مفتاحي  :: 
السيرة و القصص النبوية
 :: قصص الأنبياء و الصحابة
-