Admin المدير العام
عدد المساهمات : 100 نقاط : 5086 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/07/2013 العمر : 33
| موضوع: ماذا يعني اليل في الجريدة الجمعة يوليو 26, 2013 9:34 pm | |
| هل جرب أحدكم أن يسهر في جريدة من المساء حتى الصباح البكر ؟
هل فكر أحدكم فيما وراء الجريد التي بين أيديكم ؟
انتم ترون عناوينها ، صورها ، الأخبار المثيرة الموجودة على صفحاتها فقط .
القليلون ، والقليلون جدا ، هم من بقوا حتى الصباح يراقبون ويحسبون كل حرف ، ويدققون في كل رقم وصورة على صفحاتها .
يعتقد البعض إن حلول المساء وحده كافيا لإنهاء كل شيء.لا يفكر أحد في تلك الأخبار العاجلة المتأخرة حين ترد والصفحات قد اكتملت ، فيضطر المحررون الخفراء إلى العمل من
جديد، يهدمون الصفحات ويعيدون تصميمها وترتيبها وتبويبها من جديد . لا يفكر البعض في الحيرة التي تتملك الساهرين وهم يفتشون عن عنوان أو صورة مناسبة ، ثم يبحثون
كثيرا ولا يجدون ذلك إلا بشق الأنفس . ولا يفكرون كذلك في الأعطال التي تصيب أجهزة التصوير أوالمونتاج أو مكائن الطباعة ليلا .في الليل ، ومهما توفرت للجريدة من إمكانات
فنيةومادية ، فغالبا ما تستيقظ المشاكل والصعوبات ولا تنام إلا بعد أن تدور مكائن الطبع بعدد الصباح أغلب الناس لا يرون غير الصحفيين بنظاراتهم الطبية وأربطة أعناقهم البراقة
قد يحسدونهم ، وقد يتمنون أن يصبحوا مثلهم في دائرة الأضواء والاهتمام ، ولكي ينالوا ذلك الإعجاب الذي يحيطهم به الناس في الليل وتحت الأضواء الشاحبة ، أو تلك التي تعمي
الأبصار أحيانا،يدقق المحررون في الجمل والعبارات والأرقام . يتابعونها وهي تتحول إلى صفحات تجريبية ( بروفات ) ، ثم يلاحقون إعدادها من قسم إلى قسم ، ففي كل قسم هناك
ساهرون ينتظرون تنفيذ ما يوكل إليهم .ولكل قسم حكاية لها وقت وأدوات للروي في قسم التصحيح اللغوي جزء من الرواية ، وفي قسم التصوير جزء ثان ، وفي ( الكوبي ) وبقية
الأقسام أجزاء متناثرة أخرى . أخيرا يجمع عمال المطبعة بأيديهم الملطخة بالأحبار الملونة ، بأجفانهم المثقلة من النعاس ، ببدلاتهم الزرق الموشحة بزيت المكائن ، يجمعون فصول
الرواية ، فتخرج أول نسخة من الجريدة وهي تشبه طفل ولد للتو ، دافئة ورطبة ليتلقفها المحرر الخفر . يمشط شعر حروفها ، يناغي عناوينها ، ويمسد على صورها ، ثم ليدقق
بعينين حمراوين أجزاءها جميعا فيما يقف مسؤول الطبع بانتظار إشارة الموافقة . وأخيرا يعلن المحرر إن الولادة سليمة ، والجنين كامل الأعضاء، فتدور المكائن بالحبر والورق ر
والمشاع والعرق الغزير في وقت يعلن
صوت شجي في جامع قريب أذان صلاة الصبح . |
|