مثلث برمودا
تقدمت العلوم البشرية تقدما,لقد تجاوز العالم اليوم عصر النهضة,و الثورة الصناعةالأولى,والثانية,ونحن اليوم قد تجاوزنا كذلك,عصر الذرة,و العصر الفضاء,إلى عصر المعلومات و ثورة الكمبيوتر و الاتصالات.
و النتيجة هي أننا قد حققنا بالعلم أعظم مستويات التقدم التكنولوجى,
وبهذا التقدم الهائل أصبحت الأرض بكل ما عليها كما لو كانت جرثومة تحت المجهر,
أي أنها أصبحت مراقبة في كل لحظة على مدار اليوم كله,وليس على سطحها أو في باطنها ما هو خفي أو غير معروف:فالأقمار الصناعية تصور من الفضاء كل شيء على سطح الأرض,أو في باطنها,و لدينا الكثير من المعدات التكنولوجية التي تقوم بنفس العمل, باستخدام الموجات الصوتية,و الرنين المغناطيس, وأنواع الأشعة المختلفة, وأجهزة قياس المجالات المغناطيسية, أو النشاط الإشعاعى..وغير ذلك من الاجهزة العلمية الهامة و الحيوية في مجال البحث العلمى.
ومع ذلك, وقف الإنسان الحديث,بكل علمه و أجهزته التكنولوجية حائرا,
عاجزا,وقد تملكته اليرة و الدهشة أمام مجموعة من أعجب و أغرب الظواهر
وأكثرها غموض منها ظاهرة"مثلث برمودا"الذي أطلق عليه الناس عدة أسماء
منها:مثلث الرعب:و مثلث الدمار,و مثلث الشيطان,و المثلث الجهنمي!
"مثلث الشيطان"
اختلفت الآراء و تعددت النظريات التي تحاول تفسير غموض الأحداث في مثلث
برمودا, وكما هي الحال عندما يعجز الناس على تفسير ظاهرة من الظواهر
فإنهم ينسبونها إلى القوى الخفية,وهذا هو ما حدث أيضا بالنسبة لمثلث برمودا,
فقد ذهب البعض إلى أن منطقة مثلث برمودا تختلف عن غيرها,و تحدث فيها
الكثير من الحوادث الغامضة المثيرة للدهشة و التي يفوق بعضها حدود الخيال
و اللامعقول؛لأنها المنطقة التي يتواجد فيها"مقر الشيطان"!
يقع مثلث برمودا بين مجموعة جزر برمودا وشواطئ فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية و جزيرة بورتوريكو في الجنوب,و في هذه المنطقة تحدث الكثير من الأمور و الظواهر العجيبة حيث تختفي الزوارق و البواخر و السفن الضخمة و الغواصات و الطائرات دون أن تترك خلفها أية آثار تدل على وجودها أو على ما حدث لها..و لذلك أطلق الناس على هذه المنطقة التي تشبه المثلث اسم"مثلث الشيطان" ؛ لأن م يحدث فيها من اختفاءات و حوادث غامضة لا تفسير لها يعبر من الظواهر المدهشة التي تفوق الخيال و تندرج في إطار الخوارق و الأساطير غير الواقعية.
الوقائع المثيرة
في هذا المثلث الغامض وقعت الكثير من الحوادث الاختفاء, و في كل مرة حاول العلماء البحث عن الأسباب,أو تفسير هذه الظاهرة العجيبة,لكنهم عجزوا تماما, سواء في العثور على السفن و الطائرات و الغواصات التي اختفت,أو الوصول إلى التفسير لهذه الظواهرة الغامضة.
ويعتبر مثلث برمودا من المناطق الغامضة في العالم,ويرجع تاريخ الحوادث و الظواهر الخارقة المرتبطة به إلى ما قبل أيام الرحالة
"كولوموس"ومنذ مئات السنين و البحارة يطلقون على جزر برمودا اسم
"مثلث الشيطان"
لأنهم كانوا يعتقدون أن هذه المنطقة بالذات تسكنها القوى الخفية,وربما كان لهؤلاء البحارة
بعض الغذر في التسمية لأن ما يحدث في هذه المنطقة من حوادث
غامضة لا تخضع لقوانين العقل و المنطق و الواقع.وما دام الحال على هذا المنوال
فلابد إذن من أن تكون هناك"قوة غامضة" تسيطر على هذه المنطقة,وأن هذه القوة
المجهولة؟ لا أحد يعرف إلى اليوم!
ومنذ مئات السنين كانت هذه الجزر غير مأهولة, ربما لسوء الطقس بها,
و استمرار العواصف والأعاصير, وربما لنفس السبب اللذي ذكرناه من قبل,أي لاعتقاد
الناس انها مسكونة بالقوة الخفية, وقد لاحظ
"كولومبوس"قبل دخوله سان سلفادور أنه أبصر نورا, واعتقد أن هذا النور يأتي من
مصدر على الشاطئ, لكنه أدرك على الفور استحالة هذا الظن الخاطئ؛ لأن الشاطئ
كان بعيدا بمسافة كيلومترا على الأقل!
و لهذا السبب كان كولومبوس يعتقد أيضا
مثل جميع البحارة في الزمن أن هذه المنطة مسكونة بالقوة الخفية.
والحوادث التي وقعت في المنطقة الغامضة
كثيرة جدا, وقديمة و حديثة,فمن الحوادث القديمة على سبيل الثال:حادث السفينة
"سي فتشر" التي وقعت عام1609
وكانت هذه السفينة تنقل بعض مواطني القارة الجديدة إلى شواطئ فرجينيا,وعندما وصلت إلى مدار مثلث برمودا ساقتها عاصفة إلى جزر الشيطان,و شقتها الأمواج وابتلعتها بعد أن نزل ركابها إلى تلك الجزر,ويقول
السير"جورج سومرز"قائد البعثة أنه
كان يقوم بنوبةاجراسة ليلية على
السفينة قبل غرقها, لكنه رأى فجأة بريقا
عظيما آتيا من بعيد, يبهر البصر,
وكأنه حي, ارتفع شيئا فشيئا نحو السماء حتى تحول إلى ما يشبه النيزك,بعدها
هبت العاصفة وغرقت السفينة,وظل ركابها على جزر برمودا,وبعد شهر ركب ثمانية ملاحين في قارب وانطلقوا لاستدعاء النجدة,
لكنهم اختفوا تماما ولم يعثر لهم على أثر!
وكانت هذه الحادثة التي غيرت وجهة نظر
الناس الذين كانوا يعتقدون أن القراصنة هم
الذين يقومون بعمليات اختطاف السفن.
خاصة أن بعض حوادث هذه المنطقة قد
تدل على ذلك, ومنها اختفاء واحد
وأربعين سفينة محملة بالكنوز القرن السادس,
واختفاء ثمان و ثلاثين سفينة في القرن السابع!
دون خوان دي بونيلا
كان القبطان الشهير"دون خوان دي بونيلا"
يقود أسطولا من خمسة سفن
"عام1750"متوجها ببعض الكنوز إلى إسبانيا,
لكن السفن,في طريقها,رأت مياه المحيط
تغدو سوداء,والسماء كالنحاس, ثم هبت العاصفة فجأة, وتعالت الأمواج حتى
غدت كالجبال, وبدات السماء ترسل بريقا أزرق
لم ير مثله من قبل,ووجد القبطان بعد العاصفه
أن السفن الأربع قد تلاشت تماما إلا حطام
واحدة عند أحد الشواطئ.
وفي عام1822 وقعت حادثة السفينة"باتريوت"
التي كانت مبحرة من كرولينا الجنوبية إلى نيويورك, وقد اختفت تماما دون أن تترك أثرا،
وبقيت أسرار هذه الحادثة من الألغاز التي لم
يكشف غموضها إلى يومنا هذا.
وقبل ذلك, في عام 1812 فقدت البحرية
الأمريكية سفينتها القوية"واسب"
مع اندلاع الحرب الأهلية,وقد فقدت هذة
السفينة أيضا في مثلث برمودا وظلت
حادثة فقدها من الأسرار الغامضة المحيرة
المثيرة للدهشة.
وبعد ذلك,أيضا في عام1880وقعت أخطر وأغرب حادثة اختفاء قديمة.
فعندما كانت المدمرة"تالنتا"عائدة من
إحدى رحلاتها التدريبية في جزر الأنتيل
اختفت تماما عندما بلغت مدار المثلث,ولم يؤد
البحث عنها إلى أية نتيجة, والأهم أن التبرير
كان محالا وعصيا على الفهم..وظل سر هذه
الحادثة لغزا غامضا أيضا!
ولم تقتصر حوادث الاختفاء الغامضة في هذه
المنطقة على الحوادث القديمة,
لكنها امتدت إلى ما بعد ذلك.
حتى القرن العشرين, لكننا أصبحنا اليوم على
ثقة من أن الحوادث تتدخل فيها القوى الغامضة,وقد أصبح من الواضح منذ حادثة القبطان دون خوان دى بونيلا أنه لا دخل للقراصنة في حوادث اختفاء
السفن,والأعجب من ذلك هو أن بعض الحوادث التي وقعت فوق منطقة برمودا
القوى الغامضة التي يعجز العقل عن
معرفة طبيعتها,فلم يقتصر أمر حوادث
الاختفاء على السفن وحدها.
وإنما ليشمل الغواصات و الطائرات أيضا.
البشر أيضا..يختفون
كان اختفاء ناقله البترول الأمريكية"سيكلوبس"
عام1918 من أغرب وأعجب حوادث الاختفاء
في القرن العشرين,وكان الحلفاء في امس
الحاجة لحمولة هذه الناقله التي تبلغ19ألف طن, فهي ناقلة ضخمة,ولكنها اختفت
دون ان تترك أية أثر,وظل اختفاؤها من الأسرار والألغاز المحيرة إلى يومنا هذا.
وفي عام1921عثر رجل الإنقاذ في
"رأس هاتراس"على قاطرة قذفها الموج
إلى صخور دياموند الخطرة,كانت القاطرة
سليمة,لكن عجلة القيادة فقط
هي التي كانت محطمة,وقد ذكر قائد
إحدى السفن أنه قد شاهد هذه القاطرة
وأن اجارتها صرخ له بأن عطلا قد أصابة وطلب
منه أن يحبر مرفأ"مور فولك"
ولكن عندما عثر رجال الإنقاذ على القاطرة
لم يجدوا بها أي شيء سوى الخريطة
الخاصة بخط سيرها,أما البحارة فكانوا قد اختفوا تماما ولم يعثر لهم على أثر!
أما قصة السفينة"الشبح" فهي من القصص
العجيبة المثيرة التي تفوق الخيال,
وقد شوهدت هذه السفينة عام 1935
عندما كان بحارة السفينة
"إس.إس.زاتيك"في طريق عودتهم إلى
مرفأ ستول, فقد بدت لهم سفينة الداهاما
على شكل شبح و كانت تتهادي على سطح الأمواج,وقد روى بعض بحارة السفينة"زاتيك"
أنهم قد صعدوا إلى متن السفينة الشبح ووجودها خالية تماما حتى غرفة القبطان بها كانت خالية من كل شيء حتى الكتاب الذي اعتاد القبطان يدون فيه ملاحظاته كان أيضا خاليا لم يدون فيه شيئا!
وفي عام1967 اختفى ركاب اليخت السياحي
"سكوربيون"على غواصتها النووية
التخليدا لذكرى السفينة سكوربيون التي
اختفت في برمودا.
وقامت الغواصة النووية بعدد من الرحلات.
وكان اخر موقع رصدتة هو بحر الأزور, ثم
انقطعت أخبارها,
واختفت تماما, دون أية إشارة تنبئ بوجود
خلل, لكن البحث عن الغواصة أثمر
في هذة المرة,تم العثور على الغواصة ممتدة في قاع المثلث على حوالي عشر الاف قدم,
ولم يكن بها ما يدل على حدوث أي خلل
من اي نوع!
وفي عام 1973 اختفت سفينة الشحن "أنيتا"
و حمولتها 20 ألف طن وطاقمها
اثنان و ثلاثون رجلا, وكانت قد أجرت من نيويورك في اتجاه ألمانيا, لكنها اختفت
تماما ولم يعثر لها رغم رحلات البحث التي
استغرقت زمنا دون أن تؤدى إلى نتيجة!
حوادث اختفاء الطائرات
على الرغم من عجز العلماء عن إيجاد الفسير المناسب لحدادث اختفاء السفن,
و البشر, في مثلث برمودا, إلا أنه من السهل على الانسان أن يريح ذهنه بتصور أن جميع السفن المختفية قد غرقت, وكذلك الحال
بالنسبة للبشر, نظرا لأن
الأمواج في هذه المنطقة وصفت من قبل
بأنها تتعالى حتى تبدو كالجبال..ويمكننا أن
نبحث عن المزيد من التفسيرات الخاصة بالتيارات البحرية الهائلة الشديدة
الجذب مثلا, لكن عندما يتعلق الأمر باختفاء
الطائرات أيضا فوق مثلث برمودا فإننا لن
نتمكن عند ئذ من تفسير هذة الظاهرة الغربية:
لأن الطائرات تمر فوق المثلث على ارتفاعات هائلة. وما يحدث هو أن الطائرات تكون دائما
متجهة في مسارها العادي المخطط لها,ولكنها عندما تبلغ منطقة المثلث تسقط
بشكل مفاجئ و تهوى إلى القاع العميق,ولا
تثمر رحلات البحث عنها عن أية نتيجة كأن
قبضة خفية عملاقة و هائلة تمتد فجأة
من خلال الموج لتخطف الطائرات بسرعة
البرق و تغرقها في المياه المثلث!
بدأت حوادث اختفاء الطائرات فوق مثلث برمودا عام1945 , في هذة العام أقلع
سرب من الطائرات الأمريكية(5طائرات)
للقيام بمهام تدريبية,وكان طياروها على
درجة عالية من الكفاءة,وبعد نصف ساعة
من إقلاع السرب, في الساعة الرابعة صباحا,
التقط برج المراقبة مكالمة غريبة من أحد الطيارين أكد له فيها أنهم فقدوا قدرتهم على
تحديد مكان تواجدهم ولم يكن هناك ما يبرر
حدوث هذا الأمر؛لأن الجو كان صافيا, لكنهم
بالفعل كانوا قد فقدوا القدرة على تحديد
الاتجاهات عموما,وتحديد اتجاه الغرب خصوصا,
وبدا لهم المحيط غريبا جدا.
ظل برج المراقبة يستمع إلى أحاديث الطيارين مع بعضهم لمدة أربعين
دقيقة, و كان اخر الأخبار التي سمعوها
من قائد السرب يقول أنهم ضلوا تماما
أنهم يدخلون مدار مياه بيضاء! ثم اختفت الطائرات تماما و تحركت طائرة إنقاذ ضخمة من نوع"مارينز" في محاولة الشف هذا السر
و إنقاذ طاقم السرب, بلغت مكان الاختفاء بعد
ساعة واحدة لكن ما حدث لسرب الطائرات حدث أيضا لطائرة الإنقاذ!!
فقد انقطع الاتصال بينهاو بين برج المراقبة,
واختفت طائرة الإنقاذ كما اختفى سرب الطائرات دون أن يظهر لهم أي
اثر!!!
وفي عام1948 اختفت طائرة ركاب لشركة
بي إس إس
و على متنها أثنان و عشرون راكبا و خمسة طيلرين. ولم تتوقف حوادث اختفاء الطائرات فوق مثلث
مناطق شيطانية أخرى على الأرض
كان مثلث برمودا,ولا زال ظاهرة من أعجب
الظواهر الملغزة و الغامضة التي اختلف العلماء في شأن تفسير ظواهرها الخارقة,
لكن مع ذلك ليست هي المنطقة
الوحيدة على الكرة الأرضية التي تحدث فيها
مثل هذه الحوادث الغامضة و الظواهر العجيبة؛لأن هناك عدة مناطق أخرى مشابهة
(ثماني مناطق)
منها"بحر الشياطين" في المحيط الهادي,
وتمتد هذه المناطق جميعها بين المتوازيين الشمالي
و الجنوبي36ْ وفي اتساع ممتد من درجة الطول
72ْ
إلى144ْ, أربع منها في
النصف الشمالي من الكرة الأرضية,وأربع
في النصف الجنوبي, وهذه المناطق هي:
الجزءالغربي من البحر المتوسط,
شمال شرق جزر هاواي, شمال المحيط الهادي,المنطقة المواجهة للشاطئ
الجنوبي الشرقي الأرجنتينى,
بحر تاسامان بمواجهة أستراليا, محيط الهندالشرقي, المنطقة الغربية من المحيط الهندى جنوب غرب أستراليا,منطقة (أرضية)هي أفغانستان.
وهناك تفسيرات كثيرة لما يحدث في برمودا وغيره من المناطق المشابهة,منها أن
قارة أطلنطس الغارقة هي السبب في أحداث
برمودا,ومنها أن النشاط المغناطيسي في
المغناطيسي في هذه المناطق يكون شديد بدرجة هائلة تكفي لجذب أثقل الكتل
وربما استخدمت كائنات من الفضاء هذة
الجاذبية لا ختطاف البشر السفن و الطائرات
,ومنها أن عالمنا به منطقة بها أحد الشقوق المواجهة لشق أخر في عالم أخر نقيض لعالناوأن السفن و البشر و الطائرات تنتقل عبر هذا الشق إلى وجود اخر! ورغم تعدد التفسيرات واختلاف الأراء, يبقى مثلث برمودا
وأشباهه على الأرض من الظواهر الغامضة المثيرة التي تحتاج إلى المزيد من البحث والتفسير
النهاية