حالة من الهوس يعيشها قطاع كبير من الجمهور الآن بسبب متابعتهم لمسلسل "حريم السلطان" والذي يحكي قصة السلطان العثماني سليمان القانوني مع زوجاته، المسلسل لم يتم تصوير إلا الجزء الأول منه ويتم الآن تصوير الجزء الثاني
ومن المتوقع الانتهاء من تصوير كافة أجزاء المسلسل بعد عامين، نحن لا نحتاج لكل هذه الفترة لمعرفة تفاصيل حياة السلطان، نحن نحتاج فقط لقليل من البحث.
السلطان سليمان هو أحد أهم سلاطين الدولة العثمانية، فهو الذي قام بتوسيع حدودها إلى أبعد مدى وقام بوضع القانون الأساسي ليكون أول دستور للدولة العثمانية وفتح بلاد المجر وبلجراد ورودس وحارب النمسا والبرتغال وإيران وأقام
تحالفا مع الفرنسيين وكان سببا في
وطور البحرية العثماينة وارسى قواعد الجيش العثماني وكان في نفس الوقت شاعرا وخطاطا وكان له باعا كبيرا في تطوير العمارة في الدولة العثمانية كما أقام العديد من المدن التي حملت اسمه.
رغم كل ما سبق إلا أن حياة السلطان كانت مليئة بالتراجيديا، فالسلطان تزوج من جارية يهودية تدعى روكسيلانه كانوا قد سبوها أثناء أحد الغارات على الروس من منطقة موجودة الآن في أوكرانيا، الفتاة استطاعت أن تسرق قلب
السلطان فأعتقها وتزوجها وأعلنت هي اسلامها وأنجبت له ولدين وبنت.
روكسيلانه أرادت أن تمهد لأحد أبنائها أن يتولى العرش بعد أبوه رغم وجود ابنين أكبر من ابنائها للسطلان من زوجته الأولى، فاشتغلت بالدسائس وساعدها الصدر الأعظم رستم باشا على ذلك، فانتهز الأخير فرصة سفر ابن السلطان
مصطفى في إحدى الحملات العسكرية إلى بلاد فارس وكاتب سليمان الأول يخبره أن ابنه يريد أن يثور عليه كما ثار أبوه(سليم الأول) على جده بايزيد الثاني، فانطلت الحيلة على الخليفة الذي سافر من فوره إلى معسكر الجيش في
بلاد فارس متظاهرا بقيادة الجيش بنفسه، واستدعى ابنه إلى خيمته وقتله فور دخوله إياها، وكان للسلطان سليمان ابن آخر يدعى جهانكير توفي أيضا بعد مقتل أخيه مصطفى بقليل من شدة الحزن.
قبر السلطان سليمانولكن مسلسل قتل الأبناء للسلطان سليمان لم يتوقف، فبعد وفاة روكسيلانه أراد سليم ابنها الأصغر أن يكيد لأخيه الأكبر بايزيد ويصبح هو السلطان، فتمكن من استئجار مربي بايزيد وجعله يسرب له معلومات خاطئة تفيد نية أبيه تولية
ابنه الأصغر السطلنة، وجعله يتبادل مراسلات مع سليم عن هذا الموضوع في أحداها مس بايزيد بكرامة أبيهما، فأرسل سليم الكتاب إلى الخليفة سليمان الذي غضب غضبا شديدا وكتب إلى بايزيد يوبخه ويأمره بالانتقال من إمارته في
قونية إلى مدينة أماسيا، فخشي بايزيد غدر أبيه فجمع قرابة عشرين ألفا من الجنود وآثر التمرد على أبيه، إلا أن سليمان استطاع اخماد التمرد وأرسل من قتل ابنه وأحفاده الأربعة.
الصورة الحقيقية لهويام خانوم